الأحد، 31 أغسطس 2014

شؤون المعلم أيها التربويون!!



زارني معلم عندما كنت مديراً لشؤون المعلمين بعد الساعة الثانية ظهراً بعد أن أدى دوامه وحصته السابعة والأخيرة في يومه الدراسي في مدرسة تبعد مسافة سفر عن مقر سكنه المستأجر في مدينة إدارة التربية والتعليم. ودار بيني وبينه حديث ماتع استفتحه بسؤال: من أنت أستاذ سعود؟ قلت له أنت تعرفني؟ قال والله أعرفك وأعرف وظيفتك وأعرف أسرتك وسكنك بل وكل شيء عنك!! قلت له لماذا السؤال إذن؟ قال: أنت مدير شؤون المعلمين!!؟ قلت نعم، قال تدري من أنت يامدير شؤون المعلمين؟ ضع خطوط تحت شؤون يا أستاذ؟؟!! ثم تركت الحديث له وقال: يا أستاذ، خذ في بالك بأن شؤون تعني كل شيء..يا أستاذ شؤون لا تعني فقط النقل و لا تعني فقط التعيين..يا أستاذ شؤون تعني شؤوني التعليمية وشؤوني الصحية وشؤوني الاجتماعية وشؤوني المالية بل وشؤوني الأسرية.. يا أستاذ(ومازال الكلام لأخي المعلم) والله لو أتيت زعلان لباب بيتي وتزاعلت(تخاصمت) مع زوجتي بسبب ظلم في نقلي أو ظلم في تعييني أو ظلم في تقييمي إنه في ذمتك ورقبتك إلى يوم الدين.. أنت مسؤول عنا في الإدارة بحسب إنك مدير شؤون المعلمين ومدير التعليم مسؤول عنا لأنه تحمل مسؤوليتنا أمام الوزير ووزير التربية مسؤول عنا لأنه أخذ التكليف من ولي أمرنا...."..
انتهى كلام زميلي الفاضل هنا ولم ينته أمله وحقه في الحصول على إجابات هذا السؤال. هذا السؤال المنطقي والواقعي للمعلم والذي يجب أن تقف عنده كل خطط التعليم موقف المسؤولية بدءاً بالوزارة والإدارات والمدارس خصوصاً بعد أن حظي التعليم العام والتعليم العالي برعاية الوطن ودعم ولاة الأمر حفظهم الله. ففي كل يوم نسمع ونشاهد جوانب الدعم المادي والتحسين المستمر لعناصر العمل المدرسي. بل وتتزايد ميزانيات الخير ويحظى التعليم بنصيب الأسد منها. يتم صرف هذه الميزانيات في البنى التحتية للعملية التعليمية والإدارية والتطويرية لتحقيق أهداف وغايات التعليم في بناء شخصية المواطن السعودي الصالح من خلال مكونات العمل المدرسي كالمبنى والطالب والمعلم والمقرر الدراسي  واتصالهم بمجتمع المدرسة المحلي.
شؤون المعلم هي حجر الزاوية إن أردنا التوظيف الأمثل لميزانية وخطط وتطلعات ومستقبل تعليم الوطن. شؤون 500 ألف معلم ومعلمة هي مناط وجوهر استشراف مستقبل التغيير الذي يتطلع إليه الوطن..
عفواً أستاذي وزميلي وأخي المعلم فهذا المقال لا يكفي لذكر مستلزمات ومكونات شؤون المعلم التي سألتني عنها. لكنني أؤمن بأن الثقة في مهنيتك وإشراكك في التخطيط وسماع صوتك في التطوير وتعريفك بواجباتك وضمان حقوقك التعليمية والمالية والإدارية وتحفيزك وبنائك مهنياً هي مرتكزات لمكونات كلمة شؤون..

هذه الكلمة التي أسهبت فيها كتب التربويين ولم يستوفِ حقها كاملاً واقع العمل التربوي

نحن في بداية عام ومع بداية عمل وزيرٍ مُلهمٍ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وننتظر مؤشراتٍ نوعيةً تضمنتها كلمته وخططاً أشرف عليها سترى النور بإذن الله نتمنى أن تسهم في الإجابة على مُفرَدة "شؤون" المعلم....



هناك تعليق واحد:

  1. جميييل جداً ماتخطه اناملك ومايسطره فكرك وماتنتقيه ذائقتك ،،
    نفع الله بكم د. سعود وحفظكم أينما وحيثما حللتم

    ردحذف