الأحد، 31 أغسطس 2014

شؤون المعلم أيها التربويون!!



زارني معلم عندما كنت مديراً لشؤون المعلمين بعد الساعة الثانية ظهراً بعد أن أدى دوامه وحصته السابعة والأخيرة في يومه الدراسي في مدرسة تبعد مسافة سفر عن مقر سكنه المستأجر في مدينة إدارة التربية والتعليم. ودار بيني وبينه حديث ماتع استفتحه بسؤال: من أنت أستاذ سعود؟ قلت له أنت تعرفني؟ قال والله أعرفك وأعرف وظيفتك وأعرف أسرتك وسكنك بل وكل شيء عنك!! قلت له لماذا السؤال إذن؟ قال: أنت مدير شؤون المعلمين!!؟ قلت نعم، قال تدري من أنت يامدير شؤون المعلمين؟ ضع خطوط تحت شؤون يا أستاذ؟؟!! ثم تركت الحديث له وقال: يا أستاذ، خذ في بالك بأن شؤون تعني كل شيء..يا أستاذ شؤون لا تعني فقط النقل و لا تعني فقط التعيين..يا أستاذ شؤون تعني شؤوني التعليمية وشؤوني الصحية وشؤوني الاجتماعية وشؤوني المالية بل وشؤوني الأسرية.. يا أستاذ(ومازال الكلام لأخي المعلم) والله لو أتيت زعلان لباب بيتي وتزاعلت(تخاصمت) مع زوجتي بسبب ظلم في نقلي أو ظلم في تعييني أو ظلم في تقييمي إنه في ذمتك ورقبتك إلى يوم الدين.. أنت مسؤول عنا في الإدارة بحسب إنك مدير شؤون المعلمين ومدير التعليم مسؤول عنا لأنه تحمل مسؤوليتنا أمام الوزير ووزير التربية مسؤول عنا لأنه أخذ التكليف من ولي أمرنا...."..
انتهى كلام زميلي الفاضل هنا ولم ينته أمله وحقه في الحصول على إجابات هذا السؤال. هذا السؤال المنطقي والواقعي للمعلم والذي يجب أن تقف عنده كل خطط التعليم موقف المسؤولية بدءاً بالوزارة والإدارات والمدارس خصوصاً بعد أن حظي التعليم العام والتعليم العالي برعاية الوطن ودعم ولاة الأمر حفظهم الله. ففي كل يوم نسمع ونشاهد جوانب الدعم المادي والتحسين المستمر لعناصر العمل المدرسي. بل وتتزايد ميزانيات الخير ويحظى التعليم بنصيب الأسد منها. يتم صرف هذه الميزانيات في البنى التحتية للعملية التعليمية والإدارية والتطويرية لتحقيق أهداف وغايات التعليم في بناء شخصية المواطن السعودي الصالح من خلال مكونات العمل المدرسي كالمبنى والطالب والمعلم والمقرر الدراسي  واتصالهم بمجتمع المدرسة المحلي.
شؤون المعلم هي حجر الزاوية إن أردنا التوظيف الأمثل لميزانية وخطط وتطلعات ومستقبل تعليم الوطن. شؤون 500 ألف معلم ومعلمة هي مناط وجوهر استشراف مستقبل التغيير الذي يتطلع إليه الوطن..
عفواً أستاذي وزميلي وأخي المعلم فهذا المقال لا يكفي لذكر مستلزمات ومكونات شؤون المعلم التي سألتني عنها. لكنني أؤمن بأن الثقة في مهنيتك وإشراكك في التخطيط وسماع صوتك في التطوير وتعريفك بواجباتك وضمان حقوقك التعليمية والمالية والإدارية وتحفيزك وبنائك مهنياً هي مرتكزات لمكونات كلمة شؤون..

هذه الكلمة التي أسهبت فيها كتب التربويين ولم يستوفِ حقها كاملاً واقع العمل التربوي

نحن في بداية عام ومع بداية عمل وزيرٍ مُلهمٍ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وننتظر مؤشراتٍ نوعيةً تضمنتها كلمته وخططاً أشرف عليها سترى النور بإذن الله نتمنى أن تسهم في الإجابة على مُفرَدة "شؤون" المعلم....



الخميس، 14 أغسطس 2014

اجتماع التميز بالإجماع للمؤتمر العلمي الثامن للطلبة المبتعثين


اجتماع التميز بالإجماع للمؤتمر العلمي الثامن للطلبة المبتعثين..

الجودة أساس التميز في كل عمل فردي أو مؤسسي. وتبدأ المشاريع والبرامج والأعمال بكل أشكالها وأنواعها بدورة حياة لها بدءاً بمرحلة التكوين ومروراً بمرحلة النمو لتصل لمرحلة النضج...
وقد مر مؤتمر الطلبة المبتعثين بالمملكة المتحدة بهذه المراحل خلال سنواته السبع الأول بدءاً بمرحلة التأسيس والبداية حتى مرحلته السابعة بمدينة إدنبرة للعام ٢٠١٣. والمُشاهِد لكل المؤتمرات السابقة يرى نمواً مطرداً ومتنامياً في الإعداد والاستعداد وجودة المحتوى وتميز وجودة الإنتاج العلمي المقدمة من خلال العروض والملصقات العلمية المقدمة..
وما إشادة مجلس الوزارء بمملكتنا الغالية بتميز المؤتمر العلمي السابع للطلبة المبتعثين بالمملكة المتحدة إلا للإشادة العلمية التي وصلت للمجلس الموقر والصورة اللامعة والزهية لمخرجاته التي رآها كل من حضر أو شارك من أبناء وبنات الوطن أو من خارجه..
كان ذلك التميز في المؤتمرات العلمية السابقة وبالأخص منها المؤتمر العلمي السابع بجهودة متميزة ومميزة من الطلبة المبتعثين والمبتعثات وسفارة خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة ممثلةً في الملحقية الثقافية بلندن وكذلك الرعاية المتميزة للجامعات السعودية الراعية والداعمة.
واستمراراً لدعم الإنتاج البحثي للطلبة المبتعثين الذي يعد المكون الأساس لاقتصاد المعرفة يأتي المؤتمر العلمي الثامن "امتداداً لما سبقه من المؤتمرات التي تنوعت فيها التخصصات المعرفية، وقامت من خلالها الشراكات العلمية والبحثية، وترسخ فيها مبدأ التوأمة بين الجامعات والمنظمات البحثية السعودية ومثيلاتها البريطانية، وذلك بمساهمة فاعلة من كافة الطلبة السعوديين الدارسين في المملكة المتحدة، إعداداً وتنظيماً وإشرافاً وتنسيقاً مع الملحقية الثقافية" (موقع الملحقية، ٢٠١٤).
ويتميز المؤتمر العلمي الثامن للطلبة السعوديين بالمملكة المتحدة بمعطيات تكاملت ليكون محضناً للتميز ومُحْتَضَناً من أربع جهات تميز اجتمعت لتعطي تميزاً بالإجماع لهذا المؤتمر وهي:
١- الطلبة المبتعثون..فتميزهم العلمي المتنامي مع كل مؤتمر بشهادة المحكمين من أساتذة الجامعات البريطانية هو من سيميز تميز مؤتمر هذا العام بإذن الله ليعطيه بصمة التميز الأولى.
٢- جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية..هذه الجامعة المتربعة على عرش التميز العلمي والتقني لتضفي بحضورها الرائع ودعمها المتميز وتتوج مؤتمرنا ببصمة التميز الثانية..

٣- جامعة إمبريال كولج بلندن الجامعة البريطانية العريقة والمتميزة لتكون مقراً مميزاً للمؤتمر..فثقافة البحث العلمي المتأصلة في أروقتها وميزة المكان بلندن ستمكن مؤتمرنا بالحصول على بصمة التميز الثالثة..

٤- الجمعية العلمية للطلبة السعوديين بالمملكة المتحدة..هذه الجمعية التي تميزت بالمنتسبين إليها وهم كافة الطلبة المبتعثين والمبتعثات بالمملكة المتحدة وغيرهم ممن يحق لهم الانضمام لعضويتها..والمتميزة في أهدافها من خلال شعارها " نحو بيئة علمية متميزة "، ورسالتها "تطوير وصقل المهارات البحثية والعلمية وإيجاد فرص التواصل الفعال لتبادل الخبرات بين الطلاب والباحثين السعوديين" لتميز مؤتمرنا هذا العام بإدارة المؤتمر من خلال لجانها المتعددة لتميزمؤتمرنت ببصمة التميز الرابعة..

فمؤتمرٌ حصل على ثمانِ نجماتٍ ذهبية وتم تتويجه بأربع بصمات تميز ذهبية سيكون بإذن الله مميزاً من حيث الإعداد والاستعداد والتخطيط وجودة الإنتاج العلمي المعروض بإذن الله وبتوفيقه..

فشكراً للوطن وشكراً لقائد الوطن وشكراً لوزارة التعليم العالي وشكراً لسفارة المملكة بالمملكة المتحدة وشكراً للملحقية الثقافية بلندن وشكراً لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية 
وشكراً للجمعية العلمية للطلبة السعوديين بالمملكة المتحدة 
وشكراً بقدر كل الشكر السابق وشكراً بحجم كل مكونات المؤتمر المتميزة لمن يستحقون الشكر وهم المبتعثين والمبتعثات********

الجمعة، 11 يوليو 2014

‏مراتب الاستشارات الثلاثة

 

تعترض الإنسان في حياته اليومية كثير من الأمور ليصنع قراراً تجاهها للتعامل مع المواقف المختلفة بما يحقق أهدافه الخاصة والعامة، فكل إنسان مسؤول..وهذه المسؤولية تتكرر عليه كل يوم ..وتحتاج هذه المسؤولية إلى اتخاذ القرارات التي تتنوع في درجات التعقيد والإشكال حسب مواقفها..ونحن كبشر ميزنا الله بالعقل نستخدم تفكيرنا لإيجاد الحلول لاختيار الأنسب لإدارة تلك المواقف.. وقد لا نستشعر عملية التفكير عند اتخاذ القرار..ولو استشعرنا تفكيرنا أثناء هذه العملية وأخضعناها للتحليل العادي لرأينا تنوعاً كبيراً في مراحلها من حيث الإستشارة والإستئناس بالرأي الواحد أو بآراء الآخرين. وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستشارة فقال تعالى: "وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه"، وقالت العرب: "إذا صدأ الرأي أصقلته المشورة" وقيل أيضاً "الاستشارة عينُ الهداية"..ومع إدراك كل الشعوب بمختلف ثقافاتها وتنوع معارفها على أهمية الاستشارة إلا الناس تختلف مع الاستشارة.
والاستشارة من وجهة نظري المتواضعة تقع بين ثلاثة مراتب:
 
المرتبة الأولى:
وهي استشارة الشخص لنفسه والاعتماد عليها في كل قراراته دون الرجوع لأحد..وقد يستشير بهذا عقله وعواطفه ومشاعره وذكاءه وفطنته..لكنه هنا اعتمد على مصدر واحد وهو النفس مهما بلغ من العلم والحكمة والقوة...إلا أنها مازالت محدودة ولم تخرج عن دائرة النفس وهذه لم تحقق معنى الاستشارة مهما تعددت قنوات الشخص الذاتية، وقد قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه "قد خاطر من استغنى برأيه، والتدبير قبل العمل يُؤمِّنك من الندم". وهذا الشخص مع أنه إيجابي مع نفسه وواثق في قدراته وعلمه، إلا أن هذا لايشفع له في أن يعتمد فقط على نفسه في عملية الاستشارة..وهذا النوع من وجهة نظري يستحق أن يحتل المرتبة الثالثة والحصول على (الاستشارة البرونزية)..حيث أنه ومن باب الإنصاف أفضل من الشخص الذي يتعجل في قراراته ولا يستشير فكره وعلمه وخبرته..

المرتبة الثانية:
من يستشير نفسه ويرتاح لها ثم يعرض هذا الأمر على من يقابل من الناس وربما خاصته الذين دائماً يجاملونه ويكتفي برأي الواحد أو الإثنين منهم. وقد نجد هذا النوع ربما استشار وهو مبيت النية على هذا الأمر ومقتنع فيه ويعرضه فقط ليرى من يخالفه وقد لا يتزحزح عن رأيه..بل ربما يخسر من يخالفه الرأي بالاستشارة..وهذا لاشك بأنه سيتأثر بهذه الاستشارة لكنه قد يصر على موقفه من الاستشارة بالرغم من تأثره بها..وهذا النوع أحسن من سابقه ومن وجهة نظري يستحق أن يحتل المرتبة الثانية والحصول على (الاستشارة الفضية)

المرتبة الثالثة:
من يستشير نفسه ويحكم الرأي فيها باستخدام العقل والعلم وذكاءاته المتعددة ليصل لخيارات متعددة ..ثم يختار من يستشير لفكرته..وهذا الاختيار لمن يستشير ليس لقربهم منه أو لمواقفهم الموافقة دائماً له..بل اختارهم لصدقهم في المشورة والنصح..ثم يعرض عليهم الخيارات التي وصل لها عن نقاط الاستشارة دون تحيز لرأي ودون توضيحٍ لاختياره وما يرى به.. وعند التشاور مع المستشارين تكون لغة التخاطب معهم الحرص على الأفضل من الخيارات وليس الميل لأحدها وكذلك الاستماع إلى الخيارات التي قد تظهر ممن استشار..ولهذا شاور نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه -رضي الله عنهم- بأمرٍ من الله عز وجل مع كمال رأيه وخُلُقه وتزكيته من الله عز وجل..وهذا النوع أحسن من سابقيه ومن وجهة نظري يستحق أن يحتل المرتبة الثالثة والحصول على (الاستشارة الذهبية)

وهذه ماتتميز وتختلف به الاستشارة وما يتمايز به المستشير والمستشار..وفوق هذا كله نحن كمسلمين مهما كانت حالة استشاراتنا فقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باب الاستخارة وطلب التوفيق من الله عز وجل الذي هو العليم والحكيم بآمالنا وآلامنا ومآلاتنا عندما نحتار في رأي أو موقف.. 


 
خاتمة:
يقول أحد السلف:  مِن حق العاقلِ أن يضيف إلى رأيه آراءَ العلماء ، ويجمعَ إلى عقله عقولَ الحكماء ، فالرأي الفذّ ربّما زل ، والعقل الفرد ربما ضل

 

الاثنين، 23 يونيو 2014

ناهد المانع مثالاً للعلم والتميز والأخلاق


كتبت بقلمي المتواضع عن:

            ناهد المانع الزيد رحمها الله        
         أنموذجاً للتميز والعلم والأخلاق            
                         

تنهد الوطن كله رجاله ونساؤه وأطفاله لموت ناهد رحمها الله...
بل تأثرت كل إنسانية الكون بوفاتها..
وناحت حمائم وطيور وحيوانات الأرض لقتلها..
وذبلت أشجار وأزهار المعمورة فقداً لناهد العلم وناهد الأخلاق... وناهد التميز ابنة الابتعاث...

إنه قضاء الله وقدره..الذي شاء بأن تكون ناهد سبباً لتأليف أكفَّ المتضرعين لها بالدعاء في كل بقاع الأرض وبكل لغات العالم.. ناهد رحمها الله هي التي عرَّفت العالم قيمة المرأة المسلمة من خلال اجتماع كلمة الناس لها..

ناهد رحمها الله هي التي تمثلت قيم دينها وثقافة مجتمعها في غربتها... ناهد رحمها الله التي كشفت للعالم ضعف أخلاق الغربي الذي غدر بها في مدينة كولشستر البريطانية في بلد يتشدق ويتغنى بالتقدم ويدعي نبذ العنف والعنصرية...

ناهد ابنة العلم التي تميزت به..وتميز العلم بتميزها..واحتفلت الجامعات بإنتاجها العلمي المميز...فدرست ونالت شهادة الجامعة وأبت إلا مواصلة المسير نحو دراساتها العليا وحصلت على الماجستير.. التي لم تكن شهادةً فقط..بل كانت علماً وأخلاقاً وحباً لمجتمعها...

فقبل أربع سنوات كتبت ناهد رحمها الله مقالاً عن بحيرة دومة الجندل....البحيرة الميتة، بتاريخ ٧-٣-٢٠١٠
(http://www.aljandalnews.com/articles.php?action=show&id=32)
تحدت ناهد رحمها الله كل الصعاب والمعوقات بهذا المقال العلمي الذي هو نتاج رسالة الماجستير من جامعة طيبة لتخدم أهالي المنطقة بهذا البحث العلمي المميز وما احتواه من معلومات ومنهجية علمية وبحثية قيمة...

وهاهي اليوم تتحدى كل الصعاب والمعوقات لتمثل الوطن وتخدم الوطن بأكمله لتتغرب في ابتعاثها لإكمال مسيرة دراساتها العليا لدراسة الدكتوراة بعينٍ تتوق إلى مواصلة المسير لتخدم مجتمعها وتقدم معاني السمو العلمي التي انتهجته خلال مسيرة تميزها العلمي بإشادة كل من درسها...

هاهي ناهد رحمها الله يكتب لها التاريخ بمدادٍ من ذهب  ويسجل لها الوطن -كل الوطن- مقالاتٍ ودواوين وعبارات وشعر ونثر وصدقات لاتتسع لها أمهات الكتب ولا تكفي لها أرفف المكتبات من الشكر والثناء والتعزية والفخر والشرف بما تستحقه هي رحمها الله..
فبدل أن تكتب ناهد رحمها الله رسالة دكتوراة بخط يدها عن طموحها في موضوع رسالة الدكتوراة وبلغة واحدة أو لغتين وفي مائة أو مائتين من الصفحات؛ شاء الله بأن يسخر لها من يكتب لها تاريخاً عظيماً بكل أقلام العالم وفي صفحات لاتُحصى يتناقلها العالم كله وبكل لغاتهم ولهجاتهم المختلفة..

وبدل أن تحصل على شهادة الدكتوراة مذيلة بتوقيع مدير جامة كولشستر؛ منحها الله عز وجل الشهادة (شهيدة) طالبة علم في زهرة وريعان شبابها..

وبدل أن يذكر اسمها بين زميلاتها وأهلها وجامعتها..شاء الله عز وجل أن يذكرها هو جل وعلا في كافة أرجاء المعمورة، بل وفي ملإٍ أكثر من سكان الأرض وأفضل وأزكى منهم ..

وكان ذلك بقضائه وقدره الذي كتبه وارتضاه لها لتقدم بذلك دروساً واكتشافات وعبر للغير..
فناهد رحمها الله أشعلت التفكير الإيجابي عند الكثيرين...وأثارت الكثير من الأسئلة الهادفة عند الآخرين... وتركت قلةً قليلة يدسون السم في العسل رفضَهم المجتمع ونبذَهم بلا هوادة....

فهنيئاً لناهد هذه الخيرية وهنيئاً لناهد هذه الصفوة وهذا الانتقاء...وهنيئاً لوالديها ولأهلها هذه الشفاعة التي سينالونها بأمر الله...

ورحمك الله ياناهد..وجعل الجنة مثواك..ورفع منزلتك في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء

كتبه/
سعود بن موسى الصلاحي

الخميس، 27 فبراير 2014

دوائر التميز: التميز مابين دائرة "إحسان القول"... ودائرة "إتقان العمل"، وأقل درجاته "التميز بالابتسامة

 

 

التميز صفة مميزة للناس، والتميز لايشترط مؤهلاً معيناً أو تخصصاً دقيقاً، فكثيرٌ من المتميزين برزوا في مجالات عدة لا حصر لها، فمنهم من بدأ إما من نقطة الصفر وبداية اللاشئ، ومنهم من بدأ من مرحلة قد تكون ليس لها علاقة بمجال التميز واللا تميز.
وكل الثقافات المختلفة والمتعددة تدعو للتميز، وترعاه وتنادي به، وقد تميز ديننا الإسلامي في الدعوة للتميز، وحث على رعايته، قال تعالى:" ومن أحسن قولاً"، وقال صلى الله عليه وسلم" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" وإحسان القول وإتقال العمل مكونان أساسيان للتميز في التعامل والعطاء، وخير مثال للتميز محمد صلى الله عليه وسلم، فقد جمع جوانب التميز في شخصيته صلى الله عليه وسلم.
فلا نستكثر التميز ولا نستصعبه، ويتستطيع كل واحد منا أن يتميز، فقد يتميز الواحد منا في مجالات عدة وهذا ليس مستحيلاً، أو يتميز في مجال واحد وهذا يستطيعه كل واحد منا، وقد لانعذر منه جميعاً.
ومجالات التميز كثيرة، فبعضنا يتميز في خدمة الناس، وبعضنا يتميز في التعامل الحسن مع الناس، وبعضنا يتميز في العطاء، وبعضنا يتميز في إدارة بيته، وبعضنا يتميز في تنظيم الوقت، وبعضنا يتميز في إدارة الموقف......
ومنا من يتميز في العلم، ومنا من يتميز في الكتابة، ومنا من يتميز في صناعة الثقافة، ومنا من يتميز في صناعة وتعليم الأجيال ومنا من يتميز في حفظ الأمن. ومنا من يتميز في خدمة البيئة.......

ومجالات التميز لاحصر لها، مابين إحسان القول وإتقال العمل وأقل درجات الاستطاعة "التميز بالابتسامة"

الأحد، 23 فبراير 2014

للمبتعثين: هناك من يحتاجنا ليرى سلوك الإسلام في أعمالنا اليومية

أفضل وأقوى من يدافع عنك في غيابك أخلاقك"

فياترى ماهي أخلاقنا التي تركناها في مجلس جلسنا فيه... وتحدثنا فيه مع غيرنا؟
ماهي أخلاقنا التي نفتخر بها ويتعلمها منا أبناؤنا؟
ماهي أخلاقنا التي نفتخر بها ويتعلمها منا الذين يعيشون معنا ويعملون عندنا، أو ممن نعيش بينهم ونتعلم عندهم؟
 فالأخلاق ليست فقط: الصدق، الحياء....
لكنها تتعدى هذه لتشتمل على خلق الابتسامة، والذب عن عرض أخيك، وإماطة الأذى، ومساعدة الآخرين، ترك الجدال.........
فليت حالي والقارئين لكتابتي نقف وقفة صادقة مع أخلاقنا: القولية والفعلية والسلوكية ونعزز الإيجابي منها ونصحح ونستفيد من أخطائنا مع الأخلاق. ليتنا جميعاً نعلم بأن مانكتب ونقول يدخل ضمن دائرة الأخلاق والحوار والإقناع. ليتنا نعلم أن غيرنا يتابع كتاباتنا بالتواصل الاجتماعي ويحكم علينا من خلال ذلك، ويرى مستويات تفكيرنا وأساليب نقاشاتنا وطريقة أدبنا مع الغير.
ليتنا نعلم أن إخواننا من أصحاب الأيدي العاملة الذين بيننا من دول عدة يتناقلون مايشاهدونه من أخلاقنا وأفعالنا وسلوكياتنا، فياترى هل انتبهنا لذلك؟؟؟
ليتنا نعلم أننا في دول الابتعاث، يحكم الناس على مايشاهدونه من أخلاقنا وأفعالنا وسلوكياتنا والتزامنا، سواء في تعاملنا معهم ، أو في حضورنا لقاعات الدراسة وميايدين البحث , أو في المشاركة العلمية والتميز المعرفي ، فياترى هل انتبهنا لذلك؟؟؟

فنصيحة لي شخصياً ولكم جميعاً بأن نقيِّم سلوكياتنا اليومية في ضوء ماتعلمناه في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم وما تعبت عليه آباؤنا وأمهاتنا، وقبل هذا تمثيلنا لديننا الحنيف دين السلام دين الأخلاق دين المحبة دين الألفة دين الرحمة...
فمن منا لايريد أن يكون من أحسن الناس أخلاقاً؟؟؟؟
من منا لايريد أن يكون بالقرب منه صلى الله عليه وسلم بحسن خلقه.
يا الله: حتى لو ماستطعنا تقليده صلى الله عليه وسلم في كل أعماله، فإننا نستطيع أن نقلده في أخلاقه صلى الله عليه وسلم.

ختاماً:
فلنحمد الله على اثنتين:
١- نعمة الإسلام فوالله إننا نشاهد كل يوم من حرم هذه النعمة، فالحمد لله لم نأخذ الإيمان بقوة عقولنا ولا بقوة أجسامنا بل هو هداية الله لنا وأن الله اختارنا وجعلنا في وطن الإسلام.

٢- نعمة أن الناس تأتي إلى الوطن لتعمل عندنا ومن أجلنا؛ ونعمة الابتعاث لنا لنكون قدوة بأخلاقنا وتعاملنا ونتعلم من غيرنا، فلنكن لهم قدوة فهناك من يحتاجنا ليرى سلوك الإسلام في أعمالنا اليومية.

فيارب حسن أخلاقنا كما حسنت خَلْقَنا،،،

الأربعاء، 29 يناير 2014

الشخصية الايجابية‏

يقول أهل اللغة بأن هناك نوعان من الأفعال: الفعل اللازم والفعل المتعدي. فالفعل اللازم هو الذي يكتفي بفاعله دون المفعول به، وهناك الفعل المتعدي وهو من لايكتفي بفاعله ويتعدى لمفعول به واحد، وهناك الفعل المتعدي لأكثر من مفعول به فقد تكون اثنين وثلاثة.....
وهذا مدخل بسيط لتمثيل أفعالنا وسلوكياتنا اليومية. فهناك من يعمل العمل لنفسه فعمله لازم عليه فقط، ومنهم من يعمل العمل لنفسه ويصل أثر عمله إلى أهله، والبعض يعمل العمل ويصل أثر العمل إلى أهله ومجتمعه وكل من حوله، فهؤلاء كلهم منتجون ويعتبرون أشخاصاً إيجابيين في الحياة مع تفاوت درجة إيجابيتهم.
فالشخص الإيجابي من وجهة نظري هو الشخص الذي يكون منتجاً ومحفزاً، ويكون واحداً من ثلاثة :
١- الإيجابي لنفسه
٢- الإيجابي لنفسه ولأهله
٣- الإيجابي لنفسه ولأهله ولمجتمعه ومن حوله.
فالشخص الإيجابي لنفسه فقط هو الشخص الذي يهتم بأمور نفسه ومنتجاً ومحفزاً لها لكنه متجاهلاً أهله ومجتمعه ؛ وهذه أظن من وجهة نظري بأنها أنانية لا تليق بمن يستطيع تقديم العون والخير والمعروف لغيره.
والشخص الإيجابي لنفسه ولأهله هو الشخص المهتم والمنتج والمحفز لمحيط عائلته الخاصة ونفسه ؛ وهذا أفضل من الشخصية الأولى "الأنانية" لكن خيره وإنتاجيته محدودة في حدود عائلته.
والشخص الإيجابي لنفسه ولأهله ومجتمعه هو الشخص المهتم والمنتج والمحفز لنفسه وعائلته ومجتمعه وكل من حوله ؛ فهذه الشخصية هي الأفضل في الثلاثة وأثرها كبير وليس محدود.
خاتمة:
تطبيقات الشخصيات الثلاثة في الحياة اليومية: اجعل نفسك متعدية في الأثر والخير مع الغير لتكون ذات إيجابية متعددة في كل أمر تتخذه بقراراتك سواءً بالعمل ، بالشارع..... مع من عرفت ومن لا تعرف، وفي حدود استطاعتك.